تحالف خليفة حفتر مع موسكو يزيد من عزل الجزائر في محيطها الإقليمي ويُبعدها أكثر عن روسيا

 تحالف خليفة حفتر مع موسكو يزيد من عزل الجزائر في محيطها الإقليمي ويُبعدها أكثر عن روسيا
الصحيفة من الرباط
الثلاثاء 13 ماي 2025 - 12:00

أشادت روسيا بالدور الذي يقوم به قائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، في "بسط الأمن والاستقرار" داخل ليبيا، وذلك عقب اللقاء الذي جمع بين حفتر ووزير الدفاع الروسي أندري بيلوسوف في العاصمة موسكو، حيث يقوم قائد الجيش الوطني الليبي بزيارة إلى روسيا لبحث التطورات الإقليمية.

وحسب ما أفادت به القيادة العامة للجيش الوطني الليبي عبر صفحتها الرسمي بموقع "فيسبوك"، فإن وزير الدفاع الروسي، أكد حرص بلاده على تطوير الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، بما يخدم مصالحهما المشتركة. كما شدد وزير الدفاع الروسي على دعمه المستمر لاستقرار المنطقة وتعزيز الأمن الإقليمي، وفق ما أوردته القيادة.

كما نشر الكريملن أمس الأحد، بلاغا كشف فيه بأن حفتر عقد لقاء مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، دون ذكر التفاصيل بشأن المواضيع التي تمت مناقشتها بين الطرفين، غير أن تقارير إعلامية دولية، أشارت إلى أن زيارة حفتر إلى موسكو، تأتي في ظل مساعيه للحصول على الدعم الروسي لتحركاته في ليبيا.

وأضافت المصادر نفسها، أن روسيا تسعى من جانبها إلى تثبيت أقدامها في ليبيا وإفريقيا عموما، عبر دعم حفتر، تماشيا مع استراتيجيتها لتعزيز نفوذها في القارة الإفريقية، خاصة في منطقة الساحل، بعد خروج القوى الغربية من المنطقة، وعلى رأسها فرنسا.

وتُعتبر هذه الزيارة التي يقوم بها حفتر إلى روسيا منذ يوم الخميس الماضي، بمثابة زيارة مهمة وحاسمة، قد تفتح الباب أمام توسيع نفوذ أكبر لموسكو في ليبيا، وهو ما يُشكل "تطورا سيئا" بالنسبة للجزائر، التي كانت ولازالت على خلاف مع حفتر، وترى في توسع نفوذ روسيا في المنطقة استهدافا لمحاولاتها للعب دور أكثر تأثيرا بعد الخروج الفرنسي.

كما تشير العديد من التقارير الإعلامية الدولية، إلى أن توجه روسيا لدعم حفتر في ليبيا، سيُساهم بشكل أكبر في إبعاء الجزائر عن موسكو، إذ يُرتقب أن تتعمق الخلافات بين الجزائر وروسيا بشأن رؤيتهما الاستراتيجية في منطقة الساحل الإفريقي، وذلك بسبب رغبة روسيا في توسع أعمق في المنطقة، والجزائر التي ترى في هذا التوسع تهديدا لها ولمصالحها.

كما أن صعود حفتر كقوة مؤثرة في ليبيا، يُعتبر ناقوس خطر بالنسبة للجزائر، التي لطالما اتخذت مواقف مضادة له، واتهمت بطرق غير مباشرة الإمارات العربية المتحدة بدعمه، وكادت التوتر بين الجزائر وحفتر أن يصل إلى تهديد عسكري العام الماضي، بعد تحركات الجيش الوطني الليبي بالقرب من الحدود الجزائرية.

كما أن التطورات الجارية تشير إلى أن العزلة الإقليمية للجزائر قد تتعمق بشكل أكبر، إذا أصبح حفتر هو الحاكم الفعلي في ليبيا، وهو ما سيجعل الجزائر على خلاف وتوتر مع محيطها بشكل شبه كامل، في ظل أزماتها السياسية مع كل من النيجر ومالي وبوركينا فاسو والمغرب.

وحسب قراءات سياسية أخرى لتطورات الأوضاع في منطقة الساحل، فإن روسيا قد تتجه إلى عزل الجزائر بعد مؤشرات التقارب التي أبانت عنها الأخيرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أبدى النظام الجزائري استعداده لتطوير العلاقات مع واشنطن بعد فوز ترامب بولاية ثانية.

وتدعم هذه القراءات مؤشرات التقارب الروسي المتزايد مع دول الساحل، ولا سيما مالي وبوركينا فاسو والنيجر، حيث كثّفت موسكو في الأيام الأخيرة تحركاتها نحو هذه البلدان، حيث استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قائد المجلس العسكري في بوركينا فاسو، إبراهيم تراوري، في موسكو، وذلك على هامش إحياء الذكرى الثمانين للانتصار على النازية، وقد خلا اللقاء من أي تصريحات علنية أو تفاصيل رسمية، ما أضفى مزيدا من الغموض على طبيعة المحادثات، وفق بعض الصحف الجزائرية.

القفطان.. وأزمة الهوية عند الجزائريين

طُويت معركة أخرى أرادت الجزائر أن تخوضها ضد المغرب، وهذه المرة ليس في مجلس الأمن بخصوص قضية الصحراء، بل داخل أروقة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، التي تعقد ...

استطلاع رأي

مع قُرب انطلاق نهائيات كأس إفريقيا للأمم "المغرب2025".. من تتوقع أن يفوز باللقب من منتخبات شمال إفريقيا؟

Loading...